بنك الألفية للبذور.. منشأة في إنجلترا لحفظ بذور النباتات المهددة بالانقراض | الموسوعة

بنك الألفية للبذور.. منشأة في إنجلترا لحفظ بذور النباتات المهددة بالانقراض | الموسوعة

بنك الألفية للبذور.. منشأة في إنجلترا لحفظ بذور النباتات المهددة بالانقراض | الموسوعة


بنك الألفية للبذور، منشأة شيدت في حدائق “كيو” التابعة للحدائق الملكية البريطانية، أنشأه العلماء للحفاظ على أنواع النباتات المهمة والنادرة والمهددة بالانقراض، وتدعم البنك مجموعة كاملة من مختبرات العلوم والباحثين.

تخزن فيه البذور التي تجلب من 190 دولة شريكة حول العالم، ويقدم خدمات تدريبية للعاملين على تخزينها، وتعد مختبراته البحثية رائدة في مجال التنوع البيولوجي النباتي، وتوفر فرصا لإيجاد حلول للتحديات العالمية مثل تغير المناخ.

النشأة والموقع

بنك الألفية للبذور مشروع عالمي للحفاظ على النباتات خارج موقعها الأصلي، ويسمى (Millennium Seed Bank) ويتم اختصار (MSB)، وهو عبارة عن منشأة بحثية بمواصفات عالمية بدأ عملها في عام 2000.

والمقر الرئيسي لبنك الألفية للبذور هو حدائق “كيو” (Kew) التابعة للحدائق الملكية في بريطانيا، ويعد أحد أهم وأكبر المشاريع التابعة لمنظمة “كيو”، لإدارته النشطة لمجموعة شاملة ومتنوعة بيولوجيا.

وشيدت منشأة البنك في الحدائق النباتية الواقعة غرب مقاطعة “ساسكس” في جنوب غرب إنجلترا، وهو مقر قابل للزيارة رغم صعوبة الوصول إلى القبو نفسه. ويمكن للزوار مشاهدة العلماء وهم يختبرون ويعالجون أنواع البذور والنباتات، من خلال نوافذ المختبرات.

وصممت مبانيه الجديدة المرنة بمساحة تبلغ 500 كيلومتر مربع، وتتكون من 6 أقبية أسطوانية، ووضعت أقبية التخزين تحت الأرض، للتحكم بدرجات الحرارة بدقة، وأيضا لكون هذه الأقبية آمنة وموفرة للطاقة، ومحافظة على مستويات الرطوبة المطلوبة لتخزين البذور.

وتطور عمل المختبر انطلاقا من خبرات سابقة في فسيولوجيا البذور وعلم الأحياء في مختبرات “كيو” التي توظف أكثر من 300 عالم.

وكان البنك يعرف سابقا بـ”شراكة بنك الألفية للبذور” (Millennium Seed Bank Partnership)، وأنشئ بالشراكة مع المعهد الوطني للتنوع البيولوجي في جنوب أفريقيا (SANBI).

والهدف من هذا المشروع العالمي هو الحفاظ على النباتات، من خلال جمع البذور من أنواع النباتات البرية الأصلية وتخزينها، ووصفت هذه المبادرة بـ”النموذجية”، لأنها تعكس إمكانية التعاون لتعزيز الحفاظ على الطبيعة وتأمين احتياجات المستقبل منها.

HAYWARDS HEATH, ENGLAND - OCTOBER 15: EDITORS NOTE: THIS IMAGE WAS CREATED WITH A FISHEYE LENS Catalogued seeds are stored at minus 20 degrees Celsius in Kew's Millennium Seed Bank, which now holds 10% of the world's wild plant species, at Wakehurst Place on October 15, 2009 near Haywards Heath, Sussex, England. The 24,200th seed species is a pink, wild banana from China which is an important staple for wild Asian elephants. The seed bank, which aims to collect and store a quarter of the world's plant species by 2020 to support conservation and safeguard biodiversity. The bank is the largest wild seed bank in the world and holds 3.5 billion seeds from around the world in its vaults, which are kept at minus 20 degrees Celsius, to preserve them for hundreds of years. (Photo by Oli Scarff/Getty Images)
افتتح بنك الألفية في عام 2000 ويخزن أكثر من 38 ألف نوع مختلف من البذور (غيتي)

فكرة وعمل المشروع

عادة ما يخزن البشر البذور في وجود المحاصيل، إلا أن حفظها للأمد الطويل فكرة حديثة نسبيا، وقد لعبت المصادفة دورا في التوصل إليها.

وكان ذلك حين تعرضت لندن للقصف أثناء الحرب العالمية الثانية، واندلع حريق في متحف التاريخ الطبيعي، وأثناء إطفاء الحريق غمرت المياه بعض البذور وقد نبت بعضها لاحقا.

وبعد فحص العلماء لتلك البذور، اكتشفوا أنها جمعت في الصين عام 1713، وأحضرت إلى إنجلترا، ومن هنا كان اكتشاف أن البذور قد تبقى قابلة للإحياء، حتى بعد مئات السنين.

ويخزن بنك الألفية أكثر من 38 ألف نوع مختلف من بذور النباتات في قبو كبير تحت الأرض، وتتسع مساحته لـ38 حافلة من طابقين، وفيه يوجد نوعان من كل 5 أنواع من النباتات المعرضة للانقراض.

وإضافة إلى تجفيف البذور وتخزينها في أقبية بدرجات حرارة ورطوبة مدروسة، تُختبر دوريا ويعاد تكوين خزائنها، وإنباتها مجددا واختبار نموها، ما يضمن حصولها على فرص أكبر للحياة مجددا.

وفي البنك قرابة 100 ألف مجموعة و2.5 مليار بذرة من البذور الموجودة في 190 دولة، وحمى البنك ما يعادل 16% من النباتات الموجودة في العالم.

وكان مفتاح نجاح البنك هو التعاون الدولي، إذ إن عملية جمع البذور ليست عملية موقع واحد، بل هي نتاج لجهود شبكة من البنوك المترابطة في مختلف الدول التي يتعامل معها البنك.

وتخزن البنوك الشريكة البذور في بلدانها، وترسل جزءا منها إلى بنك الألفية، حيث يحتفظ بها في غرف مبردة بدرجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر.

ويختبر العلماء في البنك الظروف المثلى لإنبات البذور بعد التخزين، ويجربون تجميدها لمنع حدوث أي تسوس، ويتم تجميدها باستخدام النيتروجين السائل، وهذه الفكرة مطابقة لفكرة التجميد المبرد للبشر، كما أنها الطريقة الأفضل للحفاظ على بعض العينات الحساسة.

ويلبي بنك الألفية الحاجة لحماية النباتات، في ظل تغير المناخ في كل العالم واستهلاك البشر للغذاء وفقدان التنوع البيولوجي، كما يحاول حل أزمة تعرض 10% النباتات البرية للانقراض.

أهمية بنك الألفية

يتيح البنك فرصة للحفاظ على النباتات المنقرضة والمعرضة للانقراض لإحيائها في الوقت الحالي، وللأجيال القادمة، وتكون أولوية التخزين للأنواع الأكثر عرضة للانقراض، وعادة ما تحمل الطيور المهاجرة في البرية بذور الأنواع التي انقرضت.

Seed processing assistant Frances Stanley walks through a sub-zero plant seed storage room at Kew Millennium Seed Bank, in Wakehurst, southern Britain February 7, 2020. REUTERS/Peter Nicholls
يعد البنك منشأة بحثية أيضا نظرا لوجود مختبرات لفحص وإنبات البذور وإجراء التجارب (رويترز)

وللبنك أهمية كبيرة ودور بارز في تدريب العمال المتخصصين على الحفاظ على أنواع النباتات، إذ درب أكثر من ألفي شخص من مختلف أنحاء العالم لضمان تخزين البذور وفق معايير الكفاءة والأمن.

ويعد البنك مختبرا رائدا للبحث في التنوع البيولوجي النباتي، وقدم مدير العلوم في “كيو” مثالا على نبات القهوة، وأوضح أن الأصناف التي تمت دراستها في مختبرات البنك “أكثر مقاومة للجفاف وموجات الحرارة، وقادرة على تحمل درجات حرارة تصل إلى 6 درجات أعلى”.

التجارب التفاعلية في “كيو”

قامت حدائق “كيو” التي يعد بنك الألفية أحد أهم مرافقها بتحويل التجارب العلمية إلى تجارب تعليمية تفاعلية. وكان ذلك بافتتاح معرض في 21 مارس/آذار 2019 يسلط الضوء على أهم التحديات التي تواجه النباتات والفطريات، جراء تغير المناخ وقطع الأشجار.

ويعتمد المعرض على الأبحاث والرسوم وصور التقارير التي أنتجتها شركة “كيو ساينس”، كما يبرز قيمة النباتات والفطريات في الحياة اليومية، باعتبارها مصادر للغذاء والأدوية.

وفيه يصل الزوار إلى طاولة لمس تفاعلية عليها موزتان، إحداهما برية والأخرى محلية، والموزتان مصورتان بالأشعة المقطعية في متحف التاريخ الطبيعي بلندن.

وتوضع صور الموز الملتقطة من قبل فريق “كيو” باستخدام الأدوات الجديدة، من الداخل والخارج.

ويسمح للزوار باستخدام مجموعة من الأدوات لتقشير وتشريح بنية كلتا الموزتين رقميا، للكشف عن مدى تغيرهما.


Source link

عن عبد القادر

عبد القادر مؤسس منصة محتوى Mouhtwa مهندس كمبيوتر، Digital Marketing Project Manager، متخصص في مجال التجارة الإلكترونية، الكمبيوتر و التسويق الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *