و لكم في السحور بركة
بحلول شهر رمضان يتغير نظامنا الغذائي كليّا و ينجذب تركيزنا نحو وجبتين أساسيتين طيلة اليوم الرمضاني :
الإفطار و السحور، هذا الأخير الذي يعتبر الرّكيزة الأساسية التي من شأنها أن تؤثر على سير يوم الصائم،
لأنّ ما يتناوله الفرد في هذه الوجبة هو مخزونه لغاية الإفطار، من أجل هذا ركزّ خبراء الصحة كما لم تغفل الشريعة
الإسلامية هي الأخرى عن هذا الجانب، فالسحور سنّة مستحبة، لـ قوله عليه الصلاة والسلام :
«إن السحور بركة أعطاكموها الله فلا تدعوها» أحمد والنسائي، صحيح الجامع 1636
ولم تخصّص السنة النبوية طعاما بعينه في السحور، ولكن روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“نعم سحور المؤمن التمر”
فالتمر غني عن التعريف بكونه ذو قيمة غذائية عالية، فهو يحتوي على نسبة مرتفعة جداً من الحديد،
كما أنه غني بالألياف مما يساعد على الشبع. فضلا عن السكريات الطبيعية، البوتاسيوم، والمغنسيوم
وعدد من المواد المعدنية المفيدة للجسم بالإضافة إلى مضادات الأكسدة التي تمدّ الصائم بالطاقة اللازمة
لنشاطه خلال مدة الصيام و تجنبه التعرض للصداع و الإرهاق.
صيام مثالي بوجبة سحور مثالية
ومن أجل الحظي بيوم رمضاني مثالي، لابدّ لنا من تشكيل وجبة سحور صحية تلبي حاجة أجسامنا
لذا وجب علينا التركيز على المواد الغذائية التي تحتوي على كمية كبيرة من الماء مثل الخضروات (كالطماطم)
و الفواكه (كالبطيخ مثلا).
و من المهم كذلك أن تحتوي وجبتنا على مصادر غذائية بروتينية كالبيض، الجبن الأبيض، المكسرات
حبوب الشوفان و الفواكه المجففة؛ التي تجعلنا نشعر بالشبع لفترة أطول بالمقارنة بالنشويات
(الأرز، المعكرونة، البطاطس …) التي تزيد الشعور بالجوع نتيجة زيادة إفراز الأنسولين. لكن في المقابل
لا نهمل تناول حصة مناسبة من النشويات، لإمداد الجسم بالطاقة لساعات الصيام الطويلة (الحمص و الفول …).
و بالنسبة للحلويات فمن الأفضل عدم تناولها يومياً، لأن كمية السكر و الدّهون تسبب العطش والكسل،
ومن المستحسن تعويضها بسلطة فواكه لأنها تشبع أجسامنا بكل ما نحتاجه من ألياف و سكر طبيعي و ماء …
و يُنوّه خبراء الصحة كثيرا على ضرورة ترطيب الجسم بالماء، فعلى الإنسان شرب لترين من الماء يومياً،
ومع الصيف تزداد الكمية خاصة في الصيام. ومن الممكن أن تكون العصائر الطبيعية والخالية من السكر
ضمن الحصة اليومية للماء. ويجب خلال فترة الإفطار التي تدوم من الإفطار إلى السّحور أن يستمر شرب الماء،
ولا يشربه عند العطش أو عند السحور فقط، كي يساعد على تحمل العطش في نهار رمضان.
كما يعتبر اللبن هو الآخر مصدرا مهما للكالسيوم و الذي يعمل يدوره على التخفيف من العطش ومن الممكن إضافة التمر إليه لتتكون وجبة متكاملة.
أطعمة عليك الإبتعاد عنها
إن الغايتين الرئيسيتين من السحور هما مواجهة العطش و الجوع لذلك لا بد من الإبتعاد عن بعض الأغذية
التي تشعرنا بالشبع المؤقت، أو تلك التي تسبب لنا العطش. ومن بين تلك الأطعمة :
العصائر ذات السكريات المرتفعة، والمياه الغازية لأنها تحتوي نسبة مرتفعة من السكر. وكذلك ينبغي عدم تناول أطباق الحلويات الرمضانية خلال وجبة السحور.
فالجسم يحرق السكريات سريعاً، مما يمدّ الجسم بطاقة سريعة لا تدوم طويلاً، فالأطعمة السكرية تحتوي على سعرات حرارية فارغة.
كما يجب الإبتعاد عن تناول المنبّهات كالقهوة أو إرفاقها بكمية معتبرة من الماء لأنها تتسبب في الجفاف و العطش، و كذا الأغذية الدّسمة التي يعتقد البعض أنها تصل بهم للشبع ما يجنبهم الجوع. إلا أنه شعور مؤقت ينجر عنه العطش لاحقا.
و بالحديث عن الموعد المثالي لوجبة السحور، يستحسن خبراء التغذية تأخيره لتتاح للجسم فترة كافية لهضم وجبة الإفطار، كما يحذّرون من ملازمة الفراش مباشرة بعد السحور لأن ّذلك قد يتسبب في الخمول طيلة اليوم.
فلكي تجعل من يومك الرمضاني يسيرا وتخزن له من الغذاء ما يغنيك عن الجوع و العطش , ويسلحك بالطاقة لمزاولة نشاطاتك اليومية , اختر وجبة سحورك بعناية وفق مايمليه خبراء التغذية وما يوفّر على جسمك عناء الصيّام.
أحمد والنسائي، صحيح الجامع 1636
المراجع :
https://www.aljazeera.net/news/lifestyle/2019/5/16/
https://www.saaid.net/Doat/alnaggar/31.htm