سحر التدوين
التدوين له سحر خاص يضيفه لشخصيتنا و لحياتنا من معرفة و تعلم كما أن فوائد التدوين كثيرة، أهمها انعكاس التدوين ايجابيا على حياتنا. سنتعرف من خلال مقال اليوم على ما هو التدوين، ماهي فوائده و كيف من الممكن أن ينعكس على حياتنا؟
فكما يقول سقراط ” الحياة التي لا نختبرها لا تستحق “ ،
عبارة تستحق التقدير و الاهتمام بجوف معانيها و الوقوف على أهميتها، ففعلا الحياة عبارة عن اختبارات كلما نخطأ نأخذ عبرة و درس من ذلك الخطأ،
فلا معنى و لا جدوى من دون التجربة .
السؤال الذي يطرح الآن هو : كيف نختبر الحياة؟
نختبر الحياة بالتفاعل معها و التعلم منها،
نختبرها بوضع أنفسنا في مواقف ،
بالجرأة على اكتشاف ما هو مغاير لعادتنا ،
بتجربة كل ما هو جديد دون تردد ،
باكتساب مهارات جديدة تساعدنا على تطوير النفس و الذات مثل التدوين .
ما هو التدوين ؟
تعريف التدوين
نقول دّون الشخص أحداث نهاره على مذكرة يومياته، أي معناها قام بكتابة ما جرى معه طوال اليوم على دفتره.
إذن و من هنا نستخرج معنى التدوين فنقول هو فعل يقوم بتحويل كل ما يفهمه الإنسان من حالته الأصلية، سواء كانت أفكار أو مشاعر أو نقل أقوال الآخرين والأحداث إلى حالة مكتوبة و يمكن قراءتها لتسهل نقلها كمعلومات و حفظها إلى الآخرين .
ماذا يمكن أن نفعل بالتدوين أي أين يكمُن سحر التدوين ؟
يمكننا فعل الكثير والكثير و ذلك بتدوين وقائع الحياة مثلا و حل المشاكل من خلال هذا الفعل الذي يساهم بنسبة كبيرة في التطوير الذهني ،حيث يمكن الاستفادة منه كثيرا و هنا يطرح سؤال:
من يمكنه الاستفادة من التدوين ؟ و كيف تستفيد من التدوين ؟
كلنا يمكننا الاستفادة من التدوين و بطريقة ساحرة،
فمع مرور الوقت قد تطور هذا الأسلوب بطريقة لم تكن في الحسبان.
فظهرت خلال الآونة الأخيرة أنواع و طرق مختلفة للتدوين.
أنواع التدوين و أشكاله
فقد أصبح لا يقتصر على الكتابة فقط بل أصبح هناك ما يسمى بالتدوين الصوتي الذي حصل على قبول و إعجاب من أصحاب الإلقاء الجميل و الصوت المؤثر و فصيحي اللسان.
و أيضا التدوين عبر الصور كإنستغرام،
ليس هذا فقط بل هناك نوع آخر الذي حظي برواج كبير خلال الآونة الأخيرة و هو التدوين عبر الفيديو،
فكان اليوتيوب بشكل خاص و إنستغرام وغيره من التطبيقات بشكل عام الحاضن لي هذا النوع من التدوين.
أهم فوائد التدوين أنه يمكنه أن يمهد لك طريقك لتصبح كاتباً
وليس هذا فقط بل إذا كنت ملما بالكتابة و أردت أن تصبح كاتبا لكن لا تعلم كيف تنطلق و ماذا يجب عليك أن تفعل إذن فإني أقول لك التدوين فكرة ساحرة، تساعد كثيرا و ذلك من خلال تحويل جميع الأفكار و المشاعر و الأحلام إلى كتابة.
و كلما كتبت كثيرا سيتطور عندك أسلوب الكتابة فيصبح الموضوع عندك سهلا.
غير هذا هناك من يعانون من مشكلة التخوف من الصداقة و الفضفضة عن مشاعرهم فدائما ما يجدون مشكلا في الحوار، مما يسبب لهم تخوف و تردد من التعبير عن أفكارهم و أنفسهم.
يمكن للمذكرات أن تساهم بنسبة كبيرة في التقليل من هذا المشكل.
فالتدوين على المذكرات أمر مهم للغاية فهو يساعد الذات على التطور و أيضا يشجع ذلك الصوت الخافت الداخلي على أن يكبر و يحل المشكلات و يُسمع بصوت عالي، فهم الآخرين و فهم المهارات.
فالتدوين أن يكسبك فن الفهم فتتحول لإنسان مثقف قد مرت عليه العديد من الأصناف البشر التي تختلف أفكارهم و طموحاتهم و مهاراتهم ،
التدوين هو وسيلة لحل العديد من المشاكل أولها المشاكل اليومية التي تحدث لأي إنسان.
هناك من يقول الآن:
كيف أستخدم التدوين لحل المشكلات ؟
الأمر بسيط و يتم خلال مرحلتين و هما :
-أكتب المشكلة لإفراغها من رأسك و عدم التفكير بها مطولا .
-ضع قائمة بكل الحلول المتاحة لحلها و اختر الحل المناسب من أجلها .
مشكلة أخرى و هي التي يمكن أن نجدها عند نسبة كبيرة من الناس و هي الحياء ،
هناك من تسبب لهم هذه المشكلة عقدة في حياتهم بسبب عدم قدرتهم على إظهار أنفسهم و التعبير عن أفكارهم،
فالكتابة تساعده على التخلص من هذا الأمر كما تعزز ثقته بنفسه.
هناك من تكون لديهم مشاكل نفسية و اكتئاب بسبب مشاكل أسرية أو غيرها فيحس بالضعف و الخوف، و لا يعلم أنه يمكن للكتابة على دفتر يومياته أن تساعده على التخلص منها، وغيرها فالتدوين عالم ساحر لا يمكن أن تنتهي منافعه .
من يمكنه الاستفادة بشكل خاص من التدوين ؟
يمكن لفئة من المجتمع الاستفادة من التدوين بشكل خيالي وهم الطلاب، وذلك من خلال توثيق المادة التي يدرسونها وتحليل المعلومات التي يكتسبونها من خلال الحصة أو من خلال تدوين معلومات.
يمكن للأستاذ أن يطرحها بشكل شفهي و تكون لها أهمية كبيرة ، بالتالي يمكن للأستاذ أن يمتحنهم فيها بشكل فجائي و ينجى من الأمر كل من دونها فقط.
فكما يقول جيم رون “لا تثقوا بذاكرتكم أبدا اعتمدوا التدوين ”
غير الطلاب يوجد المبدعين وذلك أيضا بتسجيل الأحداث مثلا خلال تواجده في مؤتمر أو محاضرة و غيرها.
كتابة الأفكار و المشاريع المستقبلية .
هناك من يفسر التدوين على أنه عملية حفظ فقط لكن هذه المعلومة خاطئة فالتدوين ليست عملية حفظ فقط، بل نقد و تحليل و تفكير و انعكاس .
ما هو الانعكاس الذي يحدثه سحر التدوين ؟
الانعكاس :
لكي نتعلم و نعيش في هذه الحياة سنمر بثلاث مراحل في كل مرة سنُقدِم فيها على أمر ما وهي :
التجربة ،الانعكاس ،التعلم ،
فالتعلم لا يحدث بدون انعكاس أو خطأ ،أي لكل فعل ردة فعل مُعاكسة ،
مثلا أريد أن أتعلم الطبخ أريد خوض هذه التجربة:
أحضر المقادير و أبدأ بالسكب دون ترتيب المكونات وعندما أضع الكعكة في الفرن أرى أنها لم تنتفخ كما ينبغي. هذا ما يسمى بالانعكاس يمكن أن يكون إيجابي فتنجح الوصفة مثلا أو سلبي فتفسد الوصفة كما حدث.
لكن في كلتا الحالتين أخذت درس و تعلمت منه و مع التجربة المتكررة “سأكون أكثر مهارة”
هذه هي العبرة تجربة ثم فشل ثم نجاح .
وهكذا هو انعكاس التدوين على حياتنا، يجعلنا نتعلم من تجاربنا الفاشلة و الناجحة.
ماهي فوائد التدوين الأخرى ؟
التدوين هو ليس صف للكتابة و الخواطر فقط ،بل فوائد التدوين كثيرة ومختلفة،
فهو تكيف مع الواقع و ثراء فكري و حل للمشاكل ،لذا يمكن للتدوين أن يطور أسلوبنا في الكتابة و يساعد الحوار الداخلي على أن يكبر فتتضح أفكارنا.
وهو اختبار للفرضيات أيضا و يساعد في تقليل التوتر و تحسين الصحة وتحسن اللغة و المفردات عندنا ،
هو ثراء فكري و لغوي، هو حل للمشاكل و الصراعات الداخلية و الخارجية …
و غيرها من الفوائد التي لا حدود لها فعالم التدوين عالم رائع و مربح ماديا و معنويا،
يكفي أن تكون صاحب تفكير ذكي فتتعلمه و تستغله بجميع فوائده .
و سوف ترى كيف ستستفيد من انعكاس التدوين على حياتك.
كيف أبدأ التدوين ؟ ….سحر التدوين (الجزء الثاني)
أنظر أيضا إلى الطريق إلى النجاح .