سعة مغفرة الله | شهر رمضان فرصتك للتوبة

سعة مغفرة الله | شهر رمضان فرصتك للتوبة

سعة مغفرة الله | شهر رمضان فرصتك للتوبة

1. بيان سعة مغفرة الله تعالى من القرآن الكريم:

مهما كثرت و اشتدت ذنوب العبد، إلا أن سعة مغفرة الله أكبر و أعظم. و مع حلول شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة و المغفرة،

لا بد للانسان أن يسعى لاستغلال فضائل هذا الشهر و العودة لله.

يقول الله سبحانه و تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ». [ الزمر: 53]

تبين هذه الآية الكريمة مدى سعة مغفرة الله و تقبله لعباده التوابين.

لذلك لا تقل أنني أذنبت كثيرا و لا أمل لي في العودة لله، لأن الأمل من الله لا ينقطع.

فسارع الى التوبة و افعل ما يحبه الله و يرضيه عسى أن يكفر عنك سيئاتك و يجعلك من عباده الصالحين.

2. بيان سعة مغفرة الله تعالى من السنة:

عن أنس رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صل الله عليه و سلم يقول: «قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني، و رجوتني، غفرت لك على ما كان منك و لا أبالي. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة».

رواه الترمذي و قال حديث حسن صحيح.

في هذا الحديث بشارة عظيمة و حلم و كرم عظيم، و ما لا يحصى من أنواع الفضل و الاحسان و الرأفة و الرحمة و الامتنان، و مثل هذا قوله صل الله عليه و سلم: «الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته لو وجدها».  رواه مسلم و الترمذي.

تفسير الحديث:

قوله: «يا ابن آدم، إنك ما دعوتني، و رجوتني» هذا موافق لقوله «أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء». و قد جاء أن العبد اذا أذنب ثم ندم فقال أي ربي أذنبت ذنبا فاغفر لي، و لا يغفر الذنوب إلا أنت.

قال فيقول الله تعالى علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب، و يأخذ به، أشهدكم أني قد غفرت له ثم يفعل ذلك ثانية و ثالثة، فيقول الله عز و جل في كل مرة مثل ذلك، ثم يقول اعمل ما شئت فقد غفرت لك (يعني لما أذنبت و استغفرت).

و اعلم أن للتوبة ثلاث شروط: الاقلاع عن المعصية، و الندم على ما فات، و العزم على أن لا يعود.

و ان كانت حق آدمي فليبادر بأداء الحق اليه و التحلل منه، و ان كانت بينه و بين الله تعالى و فيه كفارة، فلا بد من فعل الكفارة.

(و هذا شرط رابع).

فلو فعل الانسان مثل هذا في اليوم مرارا و تاب التوبة بشروطها، فان الله يغفر له.

قوله «على ما كان منك» أي من تكرار معصيتك، (و لا أبالي) أي لا أبالي بذنوبك.

قوله «يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك».

أي لو كانت أشخاصا تملأ ما بين السماء و الأرض، و هذا نهاية الكثرة.

و لكن كرمه و حلمه سبحانه و عفوه أكثر و أعظم، و ليس بينهما مناسبة،

و لا التفضيل له هنا مدخل، فتتلاشى ذنوب العالم عند حلمه و عفوه.

قوله «يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة».

أي أتيتني بما يقارب مثل الأرض.

المصدر: شرح الأربعين حديث النووية، للإمام يحيى بن شرف الدين النووي.

اقرأ أيضا:

الزكاة والإنفاق في الدين الاسلامي الحنيف ودورهما في تماسك المجتمع.

عن عبد القادر

عبد القادر مؤسس منصة محتوى Mouhtwa مهندس كمبيوتر، Digital Marketing Project Manager، متخصص في مجال التجارة الإلكترونية، الكمبيوتر و التسويق الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *