أزمة العمل والأمومة في الغرب.. خريجات جامعيات يفضلن التفرغ لرعاية أطفالهن | مرأة

أزمة العمل والأمومة في الغرب.. خريجات جامعيات يفضلن التفرغ لرعاية أطفالهن | مرأة

أزمة العمل والأمومة في الغرب.. خريجات جامعيات يفضلن التفرغ لرعاية أطفالهن | مرأة


يختار العديد من النساء المكوث في المنزل وتربية الأطفال، رغم أن كثيرا منهن حاصلات على شهادات جامعية تخولهن الحصول على وظائف وفرص عمل. لماذا؟

يبدو أن الرغبة في الحصول على متعة الأمومة تجعل بعض النساء تتغاضى عن النتيجة الطبيعية للانقطاع عن العمل، وهي فقدان الاستقلال المالي، والتقدم الوظيفي.

يقول تقرير بمجلة “لوبس” (nouvelobs) الفرنسية للكاتبة برنيس روكفورت جيوفاني، إن جوزيفين -اسم مستعار- (30 عاما)، خريجة كلية الحقوق والحاصلة على شهادة الماجستير في التاريخ المعاصر، وأم لـ3 أطفال (فتاة تبلغ من العمر 5 سنوات وطفل يبلغ 3 سنوات ورضيعة لم يمر على ولادتها أكثر من شهرين)، تصف نفسها بـ”الكائن الغريب”.

فعلى الصعيد المهني، تقتصر خبرة جوزيفين على إجراء بضع فترات تدريب، وحيال هذا تقول “أصبت بنوع من الاكتئاب عند ترك ابنتي الكبرى مع المربية. حتى عند مغادرة المكتب الساعة 6 مساء، وهي ساعة مبكرة بالنسبة لمن يشتغل في سلك المحاماة، كنت لا أتمكن من رؤية ابنتي أكثر من 20 دقيقة في الليل”.

يقول 60% من الأميركيين إن الطفل يكون أفضل حالا مع وجود أحد الوالدين على الأقل في المنزل (شترستوك)

مصلحة الأطفال أولا

أفادت الكاتبة أنه وفق المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية، فإن مثل جوزفين حوالي 1.9 مليون من النساء اخترن البقاء في المنزل لتربية أطفالهن رغم أنهن في سن العمل، بينما فضلت 14.5 مليون امرأة عدم مغادرة سوق العمل.

فوائد وجود أحد الوالدين في المنزل

وفقا للاتجاهات الديمغرافية لمركز “بيو” (pew) للبحوث، يقول 60% من الأميركيين إن الطفل يكون أفضل حالا مع وجود أحد الوالدين على الأقل في المنزل، بينما قال 35% إن الطفل يصبح أفضل اقتصاديا عند عمل الوالدين.

وأظهرت دراسة أن فوائد وجود أحد الوالدين في المنزل تمتد إلى ما بعد السنوات الأولى من حياة الطفل. وقاست الدراسة الأداء التعليمي لعشرات الآلاف من الأطفال، فوجد الباحثون تحسّنا في مستوى الطالب من الطفولة حتى المرحلة الثانوية، وكان التأثير الأكبر للأطفال بين 6 و7 سنوات.

أما بالنسبة إلى الجانب السلبي، وفق تقرير نشرته الجزيرة نت فقد وجدت دراسات عدة أنه كلما زاد الوقت الذي يمضيه الأطفال في الحضانات ومراكز الرعاية، زادت المشكلات السلوكية الخاصة بالطفل، ومن ضمنها أن يصبح الأطفال أكثر عصيانا بدءا من سن الـ4 سنوات وحتى الصف السادس، بالإضافة إلى فقر في المهارات الاجتماعية ومزيد من المخاطرة والاندفاع في سن الـ15.

وأكد الخبراء أنه حتى تلك العادات السلبية تبقى ضمن النطاق الطبيعي، في حين تشير الدراسات إلى أن هذه المشكلات تتراجع عند حصول الطفل على رعاية جيدة.

إلى ذلك، أظهرت دراسات أخرى عدم وجود ارتباط إحصائي بين عمل الأم وسعادة أبنائها. وتقول كاثلين ماكغين، الأستاذة في كلية “هارفارد” للأعمال، إن نتائج البحث لا تربط بين سعادة الأبناء وعمل الأم من عدمه، كل ما في الأمر أن أبناء الأمهات العاملات أكثر قدرة على تحمل المسؤولية وفق شبكة “سي إن إن” (CNN).

تأثير إدمان الأم على العمل في الصحة النفسية للطفل

لكن هل يؤثر هوس الأمهات بالوظيفة على أطفالهن؟ في تقرير نشره موقع “مامز” (moms) الأميركي، تقول الكاتبة لينا ناصر إن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية يمثل تحديا صعبا للعديد من العائلات، لأن “إدمان العمل” قد يدمّر الصحة النفسية للأطفال.

ووفق الكاتبة، ترسل الأم المدمنة على العمل مؤشرات لأطفالها أنهم ليسوا مهمين في حياتها، وأن الأولوية للعمل في المقام الأول. وهذا الشعور يؤثر سلبا على نمو الطفل عاطفيا ونفسيا ويسبب مشاكل طويلة المدى.

فإذا انشغلت الأم بالعمل على حساب الأطفال، قد يلجأ الأطفال إلى خيارات أخرى لملء الفراغ العاطفي، مثل الإدمان أو السلوك العنيف. وقد يتحمّل الطفل في تلك الحالة الكثير من المسؤوليات ويُحرم من أوقات اللعب والمرح التي يحتاجها، ويكبر بسرعة من دون أن تنتبه الأم. وغالبا ما يُترَك أطفال الأم المدمنة على العمل أمام الشاشات والأجهزة الإلكترونية، بينما تنشغل هي بحياتها المهنية وتبقى خارج المنزل لفترات طويلة، وهذا له تأثير كبير على الصحة النفسية للأطفال، وفق الكاتبة.

ومن هنا يأتي قرار كثير من الأمهات بالتفرغ لتربية أطفالهن، وهذا ما قررته جوزيفين في أثناء فترة الحمل بمولودها الثاني، وهو التفرغ لأطفالها لمدة عام كامل، إذ توصلت لاستنتاج مفاده “طالما لدي أطفال في المنزل، لا أريد العمل”.


Source link

عن عبد القادر

عبد القادر مؤسس منصة محتوى Mouhtwa مهندس كمبيوتر، Digital Marketing Project Manager، متخصص في مجال التجارة الإلكترونية، الكمبيوتر و التسويق الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *