إزالة الألغام.. نساء ليبيّات يقتحمن “حقول الموت” | مرأة

إزالة الألغام.. نساء ليبيّات يقتحمن “حقول الموت” | مرأة

إزالة الألغام.. نساء ليبيّات يقتحمن “حقول الموت” | مرأة


رغم الخطر وقلق الأسرة واحتمالات تعرضها لانتقادات مجتمعية، فإن الليبية الشابة فرح الغزالي (30 عاما) لم تتردد عندما أتيحت لها فرصة مساعدة بلادها في إزالة الألغام الأرضية أو ما تعرف بـ”حقول الموت”.

وقالت فرح، وهي من أوائل الليبيات اللاتي يعملن في مجال إزالة الألغام، “لم أتردد. طلبت مني عائلتي توخي الحذر ووعدتهم بذلك، وأبلغتهم عن الأشياء الجيدة التي يمكننا القيام بها في خدمة أهلنا. كما أنني أقدم لأفراد عائلتي وأصدقائي النصيحة حيال ما يجب فعله إذا رأوا لغما أرضيا أو عبوة ناسفة”.

استمرار زرع الألغام

ورغم صعوبة الحصول على بيانات دقيقة في ليبيا بسبب الصراع الدائر منذ سنوات، فإن مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية أفاد بمقتل أكثر من 400 ليبي بسبب الألغام الأرضية أو الذخائر غير المنفجرة فضلا عن إصابة أكثر من 3 آلاف شخص خلال الأعوام الـ15 الماضية.

ولا تزال الألغام الأرضية تشكل خطرا على حياة الليبيين في أجزاء كثيرة من البلاد فيما قدرت الأمم المتحدة وجود أكثر من 20 مليون لغم أو مخلفات متفجرة في ليبيا رغم أن المسح الذي أُجري في يناير/كانون الثاني الماضي لم يشمل كافة مناطق البلاد.

الألغام الأرضية تشكل خطرا على حياة الليبيين وقدرت الأمم المتحدة وجود أكثر من 20 مليون لغم في ليبيا (غيتي)

وتأمل فرح وغيرها من النساء الليبيات اللاتي يعملن في مجال إزالة الألغام في المساعدة على التخلص من هذا العبء بعد أن حصلن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على دورة تدريبية في طرابلس ولمدة شهرين، قبيل بدء العمل مع منظمات تعمل على إزالة الألغام؛ بما في ذلك وزارة الدفاع ومنظمة “الحقول الحرة” الخاصة بمكافحة الألغام.

وقالت إحدى المشاركات، وتدعى أمل مصطفى وهي خريجة كلية الفنون (29 عاما)، إن التدريب امتد إلى عدة مراحل، مضيفة أن المتدربات اللاتي يرتدين الخوذات الثقيلة وأجهزة الكشف عن المعادن جرى تعليمهن على كيفية تحديد أخطر المناطق التي يحتمل أن تحتوي على ألغام وأيضا كيفية إزالة هذه الألغام.

وكحال فرح، قالت أمل إن عائلتها كانت قلقة حيال انخراطها في إزالة الألغام، لكنها شجّعتها على المضي قدما في التدريب.

مواجهة مع الموت

وفيما يتعلق بالعمل في مجال إزالة الألغام، قالت أسيل الفرجاني (28 عاما) إن عملها في نزع الألغام بمثابة “مواجهة مباشرة مع الموت. لا مجال للخطأ إذ لا تمنحك الألغام فرصة ثانية”. وأضافت “يقولون إن عملي خطير، وهذا صحيح، حيث إنه خطير بنسبة 1000%”.

واتفقت مع هذا الرأي هدى خالد (33 عاما) التي تعمل في مجال إزالة الألغام وهي عراقية تعيش في ليبيا، مضيفة أنها كعراقية عاصرت بعينيها جحيم الألغام.

وقالت هدى “أمضينا سنوات نرى انفجارات في أسواقنا وشوارعنا حيث بات خطر إزالة الألغام جزءا من حياتنا اليومية”.

محاضرة توعوية حول مخاطر الألغام الأرضية ومخلفات الحرب في مدرسة بالعاصمة الليبية طرابلس (غيتي)

عقبات مجتمعية

وقال محمود العلم، الذي يقوم بتدريب الليبيات على إزالة الألغام، إن هناك تحديات أخرى تواجه النساء اللاتي يعملن في مجال إزالة الألغام، مضيفا أنه لفترات زمنية طويلة كان يُنظر إلى هذا المجال باعتباره حكرا على الرجال.

واتفقت في هذا الرأي أبيجيل جونز، التي ترأس برنامج التنوع والمساواة والشمول في مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية. وقالت “هذا المجال يهيمن عليه الذكور بشكل تقليدي بسبب ارتباطه التاريخي بالجيوش، لذا من الناحية التاريخية واجهت النساء المزيد من العوائق التي تحول دون عملهم في مهام إزالة الألغام”.

لكنها أشارت إلى أن الوضع تغير منذ انضمام المنظمات الإنسانية في إزالة الألغام عام 1988 في أفغانستان، وأن أول فريق نسائي بالكامل يعمل في مجال إزالة الألغام كان في كوسوفو عام 1999 وجرى إنشاؤه من قبل منظمة مساعدة نرويجية، مضيفة أنه توجد فرق نسائية تعمل على إزالة الألغام في 25 دولة مختلفة، بما في ذلك العراق ولبنان والسودان وميانمار وكمبوديا والأردن.

وكشفت دراسة استقصائية أجريت عام 2019 على المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في إزالة الألغام عن أن النساء يشكلن الآن حوالي 20% من نسبة القوى العاملة في هذا المجال.

النساء العاملات في إزالة الألغام يشكلن 20% من نسبة القوى العاملة بحسب دراسة أجريت عام 2019 (غيتي)

تعزيز دور المرأة

وقالت جونز إن “انخراط المرأة في مجال إزالة الألغام ليس مجرد مسألة تتعلق بحصولهن على فرصة عمل، وإنما ذكرت دراسات أُجريت في دول مثل سريلانكا ولبنان -حيث تعمل النساء في إزالة الألغام- أن هذا الأمر يساعد في تعزيز اندماج النساء في المجتمع، وزيادة تأثير المرأة على عملية صنع القرار سواء على مستوى المجتمع وأيضا داخل أسرتها، كما يوفر لهن نوعا من الاستقلال المالي”.

أما بالنسبة لفرح الغزالي، فهي تشعر بالسعادة حيال قدرتها على “تحدي الصورة النمطية” للنساء في ليبيا. وقالت “أريد أن أظهر أن المرأة تستطيع أن تقوم بما يقوم به الرجل من مهام وأريد أن أبذل قصارى جهدي. أعمل على تحسين قدراتي عن طريق الحصول على المزيد من التدريب لتعزيز خبرتي.. أشعر بالسعادة لأني أعلم أن عملي يساعد الناس”.


Source link

عن عبد القادر

عبد القادر مؤسس منصة محتوى Mouhtwa مهندس كمبيوتر، Digital Marketing Project Manager، متخصص في مجال التجارة الإلكترونية، الكمبيوتر و التسويق الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *