الأشهر الحرم لا تظلموا فيهن أنفسكم
الأشهر الحرم

الأشهر الحرم لا تظلموا فيهن أنفسكم

الأشهر الحرم لا تظلموا فيهن أنفسكم

ما هي الأشهر الحرم ؟

الأشهر الحرم ميزها الله عز وجل عن باقي شهور السنة، لما لها من فضل عظيم.

ولذلك أمرنا سبحانه و تعالى أن لا نظلم فيها أنفسنا.

يقول الله تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ.” [1]

فالأشهر الحرم أربعة كما جاء في هذه الآية الكريمة ، و سُمِيت حُرما لما لها من تعظيم و تبجيل و توقير.

ويُطلق نفس الوصف على الأماكن كالبيت الحرام و البلد الحرام.

فيُعظَّم انتهاك المحارم في الأشهر الحرم كما هو الحال في البلد الحرام.

فكما أن هناك أماكن محرمة، كالبيت الحرام والمسجد الحرام، فإن هناك أزمنة محرمة.

وهذا هو الحال بالنسبة للأشهر الحُرم. وهي شهر ذو القعدة، ذو الحجة، محرم ورابعها شهر رجب الذي بين جمادى وشعبان.

وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:

إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم.

ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان“. [2]

فلا تظلموا فيهن أنفسكم.

من خلال ما جاء في الآية السالفة الذكر، فإن الله عز وجل أمرنا ألا نظلم أنفسنا في هذه الأشهر الحُرم.

ويتم ذلك بالابتعاد عن الذنوب والآثام والإقبال على الأعمال الصالحة.

فالحسنات والسيئات مضاعفة خلال هذه الأشهر الحُرم، كما تضاعف المعاصي في البلد الحرام. يقول الله تعالى: “وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.” [3]

أو كما قال سبحانه بخصوص فضل ليلة القدر: “ليلة القدر خير من الف شهر.” [4]

 

ففيها تؤدى مناسك الحج والعمرة، كما يعرف الجميع فإن الحج من الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام. والذي يجب على كل مسلم مرة في العمر لمن استطاع إليه سبيلا.

الأشهر الحرم الشهر الحرام الحج

والجدير بالذكر أن القبائل العربية كانت تعظم هي الأخرى الأشهر الحُرم قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذلك مما ورثوه من بقية دين سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام.

وكانت العرب تُحَرِمُ القتال وتحج مكة كل سنة خلال الأشهر الحرم.

فهذا إذن موسم الخير والفضل العظيم وجب أن نذكر به بعضنا البعض لنُزكي أنفسنا وننال حظا أوفر من الأجر والثواب.

لذا لزم كل واحد منا أن يقلع عن المعاصي والفواحش والآثام ويزيد في الطاعات ويُخَفف من التقصير خلال هذه الأشهر الحُرُم.

ولا ننسى أن العشر الأوائل من شهر ذي الحجة لها من المكانة والفضل ما ليس لغيرها من الأيام، فهي خير أيام السنة كلها وفيها يوم عرفة يوم الحج الأكبر.

قد نعود إليها بالتفصيل في مقال لاحق إن شاء الله تعالى.

المراجع:

[1] سورة التوبة، الآية 36.

[2] الصحيحين البخاري و مسلم.
[3] سورة الحج، الآية 25.

[4] سورة القدر، الآية 3.

طالعوا أيضا:

صيام ست من شوال

العشر الأواخر و فضلها

عن عبد الرحيم أ.

مهندس دولة, الهندسة الميكانيكية اختصاص الطاقة؛ مدون على صفحة *محتوى*.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *