للصوم درجات
للصوم درجات صوم الجوارح

للصوم درجات

للصوم درجات

درجات الصوم

للصوم درجات كما جاء في كتاب “إحياء علوم الدين” للإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى.

الصوم ركن من أركان الإسلام، فهو عبادة من العبادات التي فرضها الله على الأمم السابقة، كما قال تعالى:

((يَٰٓأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَي الذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) (182)-سورة البقرة

فلا شك أن للصوم فوائد تعود على الإنسان بالنفع ظاهرًا وباطنًا. فالله عزّ وجلّ يَتعبدُنا بما فيه مصلحتنا وما يُعيننا على أداء مهمة الاستخلاف على هذه الأرض. والله غني عن العالمين.

((يَٰٓأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ اِ۪لَي اللَّهِۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُۖ )) (15) – فاطر

((إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْۖ وَلَا يَرْض۪يٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْۖ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزْرَ أُخْر۪يٰۖ ثُمَّ إِلَيٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَۖ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ الصُّدُورِۖ)) (8) – الزمر

 فالصّوم لا يكون عن الطعام والشراب والشهوة فحسب، بل يتعداه إلى صوم الجوارح. فقد جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:

“رُبَّ قائمٍ ليس له من قيامهِ إلَّا السهرُ ورُبَّ صائمٍ ليس له من صومهِ إلَّا الجوعُ والعطشُ”.[1]

وفي حديث آخر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“الصِّيامُ جُنَّةٌ فإذا كانَ أحدُكُم صائمًا فلا يرفُثْ ولا يجهَلْ فإنِ امرؤٌ قاتلَهُ أو شاتمَهُ فليقل إنِّي صائمٌ إنِّي صائمٌ.”[2]

الصوم ثلاث درجات

وللإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى، نفحات في تصنيف الصوم كما جاء في كتابه الشهير “إحياء علوم الدين”. إذ أعطى للصوم ثلاث درجات:

  • صوم العموم؛
  • صوم الخصوص؛
  • صوم خصوص الخصوص.

أما صوم العموم، فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة؛

أما صوم الخصوص، فهو كف اللسان و السمع و البصر و اليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام؛

أما صوم خصوص الخصوص، فهو صوم القلب عن الأفكار الدنيوية و الهمم الدنيئة، وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية.

نتعرض هنا بشىء من التفصيل إلى صوم الخصوص، فهو صوم الصالحين، وهو كف الجوارح عن الآثام ويتم ذلك بستة أمور:

  • غض البصر وكفه عن كل ما يذم ويكره، وإلى كل ما يُشغِل القلبَ ويُلهي عن ذكر الله تعالى.
  • حفظ اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة والفحش والخصومة.
  • كفُ السمع عن الإصغاء لكل مكروه، لأن كل ما حُرِّم قولُه حُرِّم الإصغاء إليه.
  • كف بقية الجوارح من الرجل و اليد عن المكاره و الآثام.
  • ألا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار حتى يمتلىء جوفه.
  • أن يكون قلبه بعد الإفطار مضطربًا معلقًا بين الرجاء و الخوف. إذ ليس يدري أيُقبل صومه أو يُردُّ عليه، كما هو الحال في آخر كل عبادة يُفرَغ منها.

ومما يجنيه الصائم صوم الخصوص سلامة الجسد من الأسقام و تهذيب النفس وصدها عن الآثام.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى أداء عبادة الصوم  على الوجه الأكمل. كما نسأله تعالى أن يتقبل منا ما مضى من هذا الشهر الكريم وأن يوفقنا فيما بقي منه وأن يبلغنا ليلة القدر ويجعلنا فيها من الفائزين.

المراجع:

[1] الراوي : أبو هريرة. خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح. أخرجه ابن ماجه والنسائي وأحمد.

[2]الراوي : أبو هريرة. خلاصة حكم المحدث: متصل صحيح، أخرجه البخاري باختلاف يسير، ومسلم مختصراً، وأبو داود  واللفظ له.

كتاب “إحياء علوم الدين” للإمام أبي حامد الغزالي (كتاب أسرار الصوم).

عن عبد الرحيم أ.

مهندس دولة, الهندسة الميكانيكية اختصاص الطاقة؛ مدون على صفحة *محتوى*.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *