أعلن باحثون من جامعة (نانيانج التقنية) في سنغافورة عن تطويرهم لبشرة اصطناعية ذات حساسية للّمس تتفوق على حساسية اليد البشرية.
وتتألف البشرة الاصطناعية من قطبين نسيجيّين رقيقَين يقعان ضمن طبقة إسفنجية مبللة بسائل حساس للأيونات، حيث تُشكّل هذه المجموعة من المواد مكثّفًا كهربائيًا قادرًا على التقاط تغيّرات الضغط أو الفارق بين شحنة القطبين بحساسية عالية.
وتصل حساسية تلك البشرة الاصطناعية إلى درجة تمكّنها من تحسُّس الأجسام بمجرد الاقتراب منها ودون لمسها، حيث تتمتع الطبقة الأيونية بالقدرة على التقاط الاضطرابات الدقيقة التي تسببها الأجسام القريبة ضمن المجال الكهربائي للبشرة.
وقال الباحثون إنهم اختبروا البشرة عبر تغليف الأذرع الروبوتية بها ولمس الأجسام المختلفة من خلالها، وقالوا إنها أثبتت قدرتها على التفريق بين ملمس مجموعة مختلفة من المواد، وتقدير حجمها ومساحتها وكثافتها.
وتُعتبر القدرة على تفريق الروبوتات بين الأجسام بناءً على ملمسها ذات فائدة كبيرة في عالم الصناعة، حيث يساعد ذلك الأذرع الروبوتية في المعامل على تعبئة وتجميع مجموعة متنوعة من المواد بسهولة. ويأمل الباحثون أن يكون لهذا الاختراع استخدامات طبية، حيث يمكن أن يساعد من يُعانون من الحروق أو يستخدمون الأطراف الصناعية في استعادة حاسة اللمس. وقال القائمون على المشروع إن اختراعهم ما زال بحاجة إلى بعض التطوير، لكنهم بدؤوا عرضه بالفعل على الشركات التي لديها تطبيقات تجارية صالحة لاستخدامه، بهدف مساعدتهم في متابعة تطويره.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها العمل على تطوير بشرة اصطناعية، حيث قام فريق من العلماء الأستراليين في العام 2020 بتطوير بشرة اصطناعية قادرة على تحسس الألم، وقام فريق معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بتطوير بشرة يمكنها تحسس الحرارة والضغط ومدى سُمّية المادة التي يتم لمسها.
ويُعتبر الهدف الرئيسي الحالي من هذا الابتكار تطوير جيل جديد من الروبوتات الحساسة للّمس والقادرة على القيام بالأعمال التي تعجز الآلات عن تنفيذها، لكن لا يستبعد الخبراء أن يتم تطوير هذه التقنية في المستقبل كي تُصبح مناسبة للاستخدام البشري بما يتراوح بين التطبيقات الطبية والترفيهية مثل تمكين اللاعبين من تحسس العناصر التي يتفاعلون معها ضمن ألعاب الواقع الافتراضي.